محمد حامد (دبي)

تتجه أنظار الملايين حول العالم السبت المقبل صوب «لا بومبونيرا» معقل فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني، الذي يواجه مواطنه ومنافسه الأزلي ريفر بليت، في ذهاب نهائي كأس ليبرتادوريس للمرة الأولى في تاريخ الصراع الكروي الملتهب بين العملاقين، وتحظى مواجهات بوكا وريفر باهتمام عالمي لافت، على الرغم من أنها تقام بين فريقين من خارج أوروبا، ويكفي أن ريكاردو جاريكا مدرب منتخب بيرو الحالي، والذي سبق له الدفاع عن قميص البوكا وريفر، حينما كان لاعباً، أكد في تصريح مثير أن الملايين حول العالم، خاصة في أميركا الجنوبية لديهم شغف بديربي بوينس آيرس، يفوق الاهتمام العالمي بـ«كلاسيكو الارض» البارسا والريال.
وتحظى القمة المرتقبة باهتمام إعلامي عالمي لم يسبق له مثيل، فقد أشارت تقارير نشرتها صحيفة «أولييه» الأرجنتينية، إلى أن أكثر من 200 وسيلة إعلام عالمية بين صحافة مطبوعة، ومواقع إلكترونية، وقنوات تلفزيونية، ومحطات إذاعية، سوف تنقل الحدث مباشرة من بوينس آيرس، وحرصت هذه المنصات الإعلامية على تسجيل حضورها في معقل البوكا، من أجل ضمان تغطية جيدة للمباراة التاريخية، كما أن هناك ما يقرب من 1000 إعلامي سوف يوجدون في ملعب المباراة السبت المقبل.
وحرصت قنوات أبوظبي الرياضية على مواكبة الحدث التاريخي، عن طريق نقله مباشرة عبر قنواتها السبت المقبل، حرصاً على تقديم المباراة التي سوف يسجلها التاريخ باعتبارها الأولى في النهائي القاري اللاتيني بين العملاقين، كما أن الفائز باللقب القاري سوف يكون ضيفاً على أبوظبي، للمشاركة في مونديال الأندية الذي يقام الشهر المقبل، ومن المعتاد أن يكون بطل أميركا الجنوبية منافساً مباشراً لبطل دوري أبطال أوروبا على اللقب المونديالي، وفي النسخة المقبلة سيكون الريال ممثلاً للقارة العجوز في مونديال الأندية بأبوظبي، مكرراً حضوره التاريخي المثير في النسخة الماضية.
ونجح بوكا جونيورز وريفر بلات في التأهل للنهائي بعد عبور عقبتين برازيليتين من العيار الثقيل، وهما بالميراس وجريميو، الأمر الذي يرفع من وتيرة الاهتمام بالحدث التاريخي، ويشكل التأهل لمونديال الأندية دافعاً كبيراً لأندية أميركا الجنوبية، التي تتعامل مع البطولة باهتمام وشغف يفوق نظيرتها الأوروبية، فهي الواجهة التي يتطلع إليها نجوم القارة اللاتينية، من أجل استعراض قدراتهم أمام العالم، للحصول على عروض احترافية في أكبر أندية أوروبا.
وارتفعت وتيرة الإثارة والترقب قبل موقعة بومبونيرا بصورة لم يسبق لها مثيل، بعد أن تقرر منع جمهور الفريق الزائر من حضور المباراة، أي أن جمهور كل فريق سوف يكون موجوداً في معقله فقط، تجنباً لحدوث مواجهات عنيفة معتادة بين العملاقين، وقد رفض 88 حكماً من قارة أميركا الجنوبية إدارة المباراة، من بينهم 10 حكام أعلنوا رفضهم رسمياً، خوفاً من التوتر الكبير الذي يحيط بالمواجهة، وفي النهاية وافق التشيلي روبرتو توبار على إدارتها، وهو يدرك جيداً حجم الضغوط الهائلة التي سوف تقع على كاهلة للخروج بالقمة إلى بر الأمان.
من ناحيته، أكد بابلو بيريز، قائد نادي بوكا جوينورز أن نادي ريفر بليت لن يكون أكثر شجاعة من فريقه من خلال المواجهة المرتقبة بين الطرفين السبت المقبل في ذهاب نهائي بطولة كأس ليبيرتادوريس، ومن خلال المؤتمر الصحفي رد بيريز على سؤال لأحد الصحفيين حول إذا ما كان تفوق ريفر بليت في عامل «الشجاعة والإقدام»، هو السبب الذي قاده للفوز على بوكا جونيورز في المواجهات الأخيرة بينهما، حيث قال: «لا أحد يتفوق علينا في الشجاعة، أنا أدخل إلى الملعب وأقوم بالأمور التي يتعين علي القيام بها وحسب».
كما تقدم مجلس إدارة نادي بوكا جونيورز بشكوى قضائية ضد عملية إعادة بيع التذاكر الخاصة بمباراته المرتقبة أمام غريمه التاريخي ريفر بليت، وأكد النادي الأرجنتيني أنه لجأ إلى القضاء لكي يقوم الأخير بالتحقيق في هذا الموضوع والوصول إلى نتائج نهائية فيه، حيث اعتبر أن عملية إعادة بيع التذاكر أمر «غير قانوني».
وقال بوكا جونيورز في بيان نشره على موقعه على الإنترنت: «نتحمل مسؤوليتنا تجاه مراقبة المواقع التي تقوم ببيع التذاكر على الإنترنت في كل مباراة تقام على ملعب بومبونيرا من أجل القضاء على هذه الأعمال غير القانونية». وطالب بوكا جونيورز السلطات القضائية في بلاده بتحديد هوية الأشخاص الذين ارتكبوا هذه المخالفة، ومعاقبتهم بشدة.